وقيل: هي صفة لـ {بَقَرَةٌ}، وكذلك {مُسَلَّمَةٌ} (?).
والمعنى: لا لمعة في لونها من لون آخر سوى الصفرة، فهي صفراء كلها حتى قرنُها وظِلْفُها، وهي في الأصل مصدر قولك: وَشَيْتُ الثوبَ أشِيْهِ وَشْيًا وشِيَةً، إذا خلطتَ بلونه لونًا آخر. وأصلها وِشْيَةٌ، كحِمية، فلما حذفوا الواو من الفعل لوقوعها بين ياء وكسرة حذفوها أيضًا من المصدر بعد نقل حركتها إلى العين، لأنهم يُعِلّون المصدر بإعلال الفعل للتشاكل، وأَتَوا بالتاء عوضًا عن الواو (?).
وقوله: {قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} {الْآنَ}: ظرف للزمان الذي أنت فيه، والعامل فيه {جِئْتَ}، أي: في هذا الوقت جئت، {بِالْحَقِّ} أي: بحقيقة وصف البقرة، وما بقي إشكال في أمرها، وهو مبني لأنه لا يلزمُ المسمى، وإنما هو اسمٌ للوقت الذي أنت فيه، فهو يشبه (هذا) الذي يشار به إلى ما بالحضرة.
وقيل: بُني لأنه لم يُسمع له نكرة، فخالف ما عليه الأسماء (?). وبُني على حركةٍ لسكونِ ما قبل آخره، وفُتح لأن الفتحة أخفُّ الحركات.
ويجوز في {قَالُوا الْآنَ} أوجه:
أجودها: تحقيقُ الهمزة الواقعة بعد اللام الساكنة (?)، ثم إلقاءُ حركتها على اللام وحذفُها بعد النقل (?)، ثم حذف الواو من {قَالُوا} في اللفظ دون الرسم لالتقاء الساكنين، لأجل أن حركة اللام عارضة (?). ويجوز لك إثباتها