وهو العدل، أي: اعدل فيه حتى يكون مشيًا بين مشيين، ولا تتكبر ولا تدب دبيبًا، وقرئ: (وأَقصد) بقطع الهمزة (?). قيل: من أَقْصَدَ الرامي، إذا سدد سهمه نحو الرمية، أي: سدد في مشيك، وأَقْصَدَ السهمُ أيضًا، إذا أصاب فقتل مكانه.
وقوله: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} المفعول على رأي صاحب الكتاب محذوف، و {مِنْ صَوْتِكَ} صفة له، أي: انقص شيئًا منه. وعلى مذهب أبي الحسن {مِنْ صَوْتِكَ} هو المفعول، و {مِنْ} صلة (?).
وقوله: {لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} إنما وحد الصوت ولم يجمع، لأنه مصدر يتضمن معنى الجنس والكثرة. والحمير جَمْعٌ كعبيد وكليب.
{وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ} الجمهور على السين وهو الأصل، وقرئ: (وأصبغ) بالصاد (?)، قلبت السين صادًا لأجل الغين، كما قالوا: سالح في صالح، وفي سقر: صقر.
وقرئ: (نِعَمَهُ) بالجمع والإضافة (?)، وانتصاب قوله: {ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} على الحال، و (نِعَمَةً) بالإِفراد والتنوين (?)، و {ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} على الصفة، والمعنى واحد في القراءتين، ولا ترجيح لإحداهما على الأخرى، لأن نعمة وإن كانت مفردة في اللفظ فمعناها معنى الجمع، إذ المراد بها الجنس، كقوله: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} (?) لأن نعمة واحدة لا تحصى، وإنما الإِحصاء يكون في المتعدد.