والجمهور على ضم كاف قوله: {فَتَكُنْ} وهو الوجه، لأنه من الكون، وقرئ: (فَتَكِنْ) بكسر الكاف (?)، من قولهم: وَكَنَ الطائر يَكِنُ وَكُوْنًا، إذا استقر في وكنته، وهي عشه الذي يأوي إليه، قال:

513 - وَقَدْ أَغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَا ... . . . . . . . . . . . . . (?)

قال أبو الفتح: وكأنه من مقلوب الكَون، لأن الوكون الاستقرار، وعليه قالوا: قد تَكَوَّنَ في منزله واسْتَقَرَّ (?).

وقوله: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ} قرئ: بتشديد العين من غير ألف، وبتخفيفها مع الألف (?)، وهما لغتان بمعنى، يقال: صعَّر خَدَّه وصاعره، أي: أماله من الكِبر. قال أبو عبيدة: وأصل هذا من الصَّعَر، وهو داء يأخذ الإِبل في أعناقها ورؤوسها فيلوي أعناقها، فشبه به الرجل المتكبر على الناس (?).

وقوله: {مَرَحًا} هو مصدر قولك: مرِح الرجل يمرَح - بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر - مرحًا، إذا بطر. ونَصْبُهُ يحتمل أوجهًا: أن يكون مصدرًا مؤكدًا من معنى الفعل، كأنه قيل: ولا تمرح مرحًا. وأن يكون في موضع الحال، أي: مَرِحًا أو ذا مرح. وأن يكون مفعولًا له، أي لأجل التجبر والتكبر.

وقوله: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} الجمهور على وصل الألف، من القصد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015