ومحله النصب على الحال من الرسل، أي: أرسلناهم متواترين، أي: متتابعين واحدًا بعد واحد، من الوتر وهو الفرد، وحقيقته أنه مصدر في موضع الحال، ويجوز أن يكون مصدرًا مؤكدًا على بابه، كضربت زيدًا ضربًا، حملًا على المعنى، لأن {أَرْسَلْنَا} بمعنى واترنا، كأنه قيل: [واترنا] رسلنا وترًا، أو تترىً، وقد جُوِّز أن يكون نعتًا لمصدر محذوف، أي: إرسالًا متواترًا (?).

وقوله: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ} جمع أحدوثة، وهي ما يتحدث به الناس تعجبًا، قال أبو الحسن: إنما يقال هذا في الشر، تقول في الشر: صار فلان أحدوثة، وفي الخير: صار فلان حديثًا (?).

وقوله: {هَارُونَ} بدل من {أَخَاهُ} أو عطف بيان له.

{فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47)}:

قوله عز وجل: {لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا} البشر يكون واحدًا بشهادة قوله: {بَشَرًا سَوِيًّا} (?)، وجمعًا بدليل قوله: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} (?). و (مثل) كلمة تسوية، يوصف بها الاثنان والجمع والمؤنث والمذكر بلفظ واحد لكونها في حكم المصدر، وقد يثنى ويجمع فيقال: هما مثلاه، وهم أمثاله، وفي التنزيل: {عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} (?). {ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015