بعدوا بعدًا، أي: هلكوا، يقال: بَعُدَ بُعْدًا وبَعَدًا، إذا هلك، وقد مضى الكلام عليه في سورة هود بأشبع من هذا (?).
يقال في الدعاء عليه: بعدًا له، أي: هلاكًا له. واللام لبيان من دُعِيَ عليه بالبعد، وهذه كلمة يُدعَى بها على من يراد به السوء، وقيل: هو خبرٌ لا دعاء، والمعنى: أبعدهم الله من الرحمة (?).
وقوله: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} (تترى) فَعْلَى من المواترة، وهي المتابعة، قال الأصمعي: يقال: واترت الخبر، أي: أتبعت بعضه بعضًا وبين الخبرين هنيهة (?). وأصله: وَتْرَى، التاء بدل من الواو كما في تراث، وتخمة، وتَيْقُور (?).
وقرئ: بالتنوين (?)، وفي ألفه وجهان، أحدهما: للإلحاق كالتي في أَرْطَى، ومِعْزَى. والثاني: بدل من التنوين كالتي في نحو: حمدًا، وشكرًا.
وبتركه (?)، وألفه للتأنيث كالتي في الدعوى والتقوى. قيل: والتنوين وتركه لغتان فصيحتان، فالتنوين لغة قريش وبني كنانة، وترك التنوين لغة أسد وتميم ونجد (?).