قوله عز وجل: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ} (بعد) معمول {لَمَيِّتُونَ}، وجائز أن يعمل ما بعد اللام فيما قبلها، لأن أصلها أن تكون في الابتداء، وإنما دخلت في الخبر لدخول (إِنَّ) على المبتدأ، والإشارة في ذلك إلى تمام الخلق.

والجمهور على حذف الألف وتشديد الياء في قوله: {لَمَيِّتُونَ}. وقرئ: (مائتون) بوزن قائلون (?)، والفرق بينهما أن الميت كالحي صفة ثابتة، وأما المائت فيدل على الحدوث، تقول: زيد مائت الآن ومائت غدًا، كما تقول: يموت الآن ويموت غدًا، فاعرف الفرقان بينهما (?).

وقوله: {بِقَدَرٍ} صفة للماء، أي: ماء مقدرًا معلومًا.

وقوله: {فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ} أي: جعلناه ثابتًا فيها.

وقوله: {وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} (على) من صلة قوله: {لَقَادِرُونَ}، و {بِهِ} من صلة {ذَهَابٍ}.

{وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22)}:

قوله عز وجل: {وَشَجَرَةً} الجمهور على نصبها عطفًا على {جَنَّاتٍ} على: وأنشأنا شجرة، وقرئت بالرفع (?) على الابتداء والخبر محذوف، أي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015