وقوله: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} (خلقًا) مفعول ثان، لأن الإنشاء هنا بمعنى الجعل والتصيير بدليل قول الحسن: إنشاؤه خلقًا آخر هو جعله ذكرًا أو أنثى (?). وقول غيره: هو جعله حيوانًا وكان جمادًا (?).

وقوله: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} أي: أحسن الخالقين خلقًا، أو أحسن المقدرين تقديرًا، أو أحسن الصانعين صنعة، فحذف المميز لدلالة الخالقين عليه، والخلق في اللغة: التقدير، يقال: خلقت الأديم، إذا قدرته لتقطعه، والعرب تسمي كل صانع خالقًا، تذهب إلى معنى التقدير، وتبارك في اللغة: تعالى وارتفع (?).

وقوله: {أَحْسَنُ} على البدل من اسم الله جل ذكره أو على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هو أحسن الخالقين، لا على أنه نعت لاسم الله كما زعم بعضهم، لأنه نكرة وإن كان مضافًا، لأن المضاف إليه عوض من (مِنْ) والمضاف مقدر به، وكذا جميع باب (أفعل منك)، فإن لم تقدر بمِن أعني أفضل القوم ونحوه ساغ لك فيه الأمران: التعريف والتنكير، وفيه تفصيل لا يليق ذكره هنا (?).

{ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17) وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19)}:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015