وقوله: (فكيف كان نكيري) (?) أي: إنكاري، وهو مصدر بمعنى: الإنكار والتغيير، حيث أبدلهم بالنعمة نقمةً، وبالحياة هلاكًا، وبالعمارة خرابًا على ما فسر (?).
{فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)}:
قوله عز وجل: (فكأين من قرية أهلكتُها) (?) محل (كأين) إما الرفع على الابتداء، والخبر (أَهُلَكُتُها)، أو النصب بفعل مضمر دل عليه (أَهْلَكْتُها).
وقوله: {وَهِيَ ظَالِمَةٌ} (?) في محل النصب على الحال من الضمير الراجع إلى القرية، والمراد أهلها. {فَهِيَ خَاوِيَةٌ}: عطف على (أهلكتُها) عطف جملة على جملة. وفي الخاوي وجهان:
أحدهما: الساقط، من خَوَى النجمُ يَخْوِي خَيًّا، إذا سقط، على معنى: أنها ساقطة على سقوفها، يعني: أن سقوفها سقطت على الأرض ثم تهدمت جدرانها فسقطت فوق السقوف.
والثاني: الخالي، من خَوَتِ المرأةُ وخَوِيَتْ أيضًا خَوىً، إذا خلا جوفُها عند الولادة، فهي خاوية، وخوى المنزل، إذا خلا من أهله، على معنى أنها خالية مع بقاء عروشها وسلامتها.
وقوله: {عَلَى عُرُوشِهَا} من صلة {خَاوِيَةٌ} على الوجهين، وقد جُوّز أن يكون من صلة محذوف على أن يكون خبرًا بعد خبر، على معنى: فهي خاوية وهي على عروشها، أي: قائمة مطلة على عروشها، على معنى: أن