قوله عز وجل: (وإذ وعدنا)، الوعد، يستعمل في الخير والشر إذا كانا مذكورين معه، فإذا أُسقطا، قيل في الخير: الوعد والعِدَة. وفي الشر: الإيعاد والوعيد، قال الشاعر:

69 - وإنِّي وإنْ أوعَدْتُه أو وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفُ إيعادِي ومُنْجِزُ موعِدِي (?)

وهو فعل يتعدى إلى مفعولين، تقول: وعدت زيدًا كذا، فـ {مُوسَى} مفعول أول، و {أَرْبَعِينَ} ثانٍ، وفي الكلام حذف مضاف، أي: تمام أربعين:

ولا يجوز أن يكون ظرفًا، إذ ليس المعنى وعده فيها، وإنما وَعَدَهُ أن يُنْزِلَ عليه التوراة، وضرب له ميقاتًا ذا القعدة، وعشر ذي الحجة (?).

وإنما قيل: أربعين ليلةَ، ولم يُقَلْ يومًا، لأن الشهور غُرَرُها بالليالي.

والجمهور على فتح باء {أَرْبَعِينَ}، وقرئ: بكسرها وهي لغيه (?).

وقرئ: (وعدنا) بغير ألف (?)، لأن الوعد كان من الله جل ذكره وحده، وبالعكس، لأن الله سبحانه وعده الوحي، ووعده موسى المجيء إلى الطور، ولك أن تجعله من باب عافاه الله، وسافرت (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015