والخاشع: المخبت المتطامن، والخشوع: الإخبات والتطامن، ومنه الخُشْعَةُ كالصُّبْرَة: الرملة المتطامنة.

وأما الخاضع فهو: اللَّيِّنُ المنقادُ. والخضوع: اللِّينُ والانقيادُ، ومنه خضعتْ بقولها، إذ لينتْهُ (?).

{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)}:

قوله عز وجل: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ} (الذين): في موضع جَرٍّ إن جعلته وصفًا للخاشعين، أو في موضع نصب بإضمار فعل، أو في موضع رفع بإضمار مبتدأ.

{أَنَّهُمْ}: أن وما اتصل به قد سد مسد مفعولي الظن، لكونه جرى في صلته ما يتعلق به الظنُّ، وهو الخبر والمخبَر عنه، هذا مذهب صاحب الكتاب (?)، ومذهب أبي الحسن: أَنَّ (أنَّ) وما اتصل به قائم مقام اسم واحد وهو الحدث، والمفعول الثاني محذوف، والتقدير: يظنون لقاء الله واقعًا، أو موجودًا (?).

والظن هنا بمعنى اليقين، تعضده قراءة من قرأ: (يعلمون) وهو ابن مسعود، رضي الله عنه (?).

و{مُلَاقُو}: يراد به الاستقبال، وإنما حذفت منه النون تخفيفًا (?)، وأصله: مُلاقِيُو، وقد ذكرتُ نظيرَه في غير موضع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015