وشرّفْتُه وعَظُمَ وَعَظَّمْتُهُ، يقال: رجل مَكِينٌ عند السلطان من قوم مكناء، وقد مكن مكانة، قاله أبو زيد، والمعنى: ما جعلني الله فيه مَكِينًا من اليسار والسعة في الدنيا خير من خرجكم الذي تبذلونه لي، فلا حاجة بي إليه.
وقوله: {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ} أي: برجال ذوي قوة، فحذف الموصوف والصفة، أو بمُتَقَوَّى به، تسمية للمفعول بالمصدر، كخَلْقِ الله، وضَرْبِ الأمير، أي: بما أتقوى به على ما أريد.
وقوله: {أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} الردم مصدر قولك: رَدَمت الثُّلْمَةَ أَرْدِمُها بفتح العين في الماضي وكسرها في الغابر رَدْمًا، أي: سددتها، والردم أيضًا الاسم، وهو السد المتراكب بعضه على بعض. وهو هنا يجوز أن يكون بمعنى المردوم، من قولهم: ثوب مُرَدَّمٌ، أي مُرَقَّعُ، والرَّدِيمُ: الثوبُ الخَلِقُ، يقال: رَدَمْتُ الثَّوْبَ وَرَدَّمْتُهُ تَرْدِيمًا، فهو ثوب رَدِيمٌ، ومُرَدَّمٌ، وأن يكون بمعنى الرادم، أي: الحاجز، والأول أمتن (?).
{آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)}:
قوله عز وجل: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} قرئ: (آتوني) بقطع الهمزة والمد (?)، بمعنى أَعْطوني ونَاولُونِي زبر الحديد، أي: قطعه، واحدتها زبرة. وقرئ: بوصلها من غير مد (?)، بمعنى: جيئوني بزبر الحديد، فلما حذف الجار وصل الفعل فنصب، كقوله: