وإنما لم ينصرفا على هذا للتأنيث والتعريف، لأنهما قبيلتان ومعرفتان (?)، وقد مضى الكلام عليهما في الكتاب الموسوم بالدرة الفريدة في شرح القصيدة بأشبع من هذا، فأغنى ذلك عن الإعادة هنا.

وقوله: {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا} قرئ: (خَرْجًا) و (خَرَاجًا) بحذف الألف وإثباتها (?). واختلف فيهما أيضًا، فقيل: الخرج: العطية والجُعْل، أي: فهل نجعل لك جعلًا تخرجه من أموالنا؟ والخراج المتعارف هو المال المضروب على الأراضي، أو الرقاب (?).

وقيل: الخرج والخراج واحد، كالنول والنوال، وهو شيء يخرجه القوم من مالهم بقدر معلوم (?).

وقيل غير ذلك، وأصله الظهور. واستخرجت الخراج، أي: أظهرته، ومنه: {يَوْمُ الْخُرُوجِ} (?) أي: الظهور.

{قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)}:

قوله عز وجل: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} (ما) مبتدأ، موصولة، ونهاية صلتها {رَبِّي}، والخبر: {خَيْرٌ}. وقرئ: (مكَّني) بالإِدغام كراهة اجتماع المثلين، وبفكه على الأصل (?)، لأنهما من كلمتين، والثاني غير لازم، لأنك تقول: مكنتك ومكنته، وهو منقول من مَكُنَ معدى بالتضعيف، كَشرُفَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015