قوله جل وعز: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (?). وقولهم: السَّمْنُ مَنَوانِ بدِرْهَمٍ (?). أو أجرهم، فوضع المظهر موضع المضمر لأن {مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} هم الذين آمنوا بأعيانهم، وهذا قريب من معنى قول أبي إسحاق (?)، لأنَّ ذِكْرَ (مَن) كذِكْرِ (الذين)، وذِكْرَ حُسْنِ العَمَل كَذِكْرِ الإيمان، فلما جمعهما معنى واحد - أعني: (من أحسن) و {الَّذِينَ آمَنُوا} - قامَ {وَمَنْ أَحْسَنَ} مقام الراجع وأغنى عنه لعمومه، كما أغنى دخول زيد تحت الرجل في باب (نِعْمَ) عن راجع يعود عليه لذلك.
وقوله: {أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ} على هذا يجوز أن يكون كلامًا مستأنفًا بيانًا للأجر المبهم فيوقف على {عَمَلًا}، وأن يكون خبرًا بعد خبر.
وقيل (?): الخبر محذوف تقديره: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يجازيهم الله بأعمالهم، دل عليه {إِنَّا لَا نُضِيعُ. . .} الآية (?). والوجه ما ذكرت.
وارتفاع قوله: {جَنَّاتُ عَدْنٍ} بالظرف وهو {لَهُمْ} على المذهبين لجريه خبرًا عن {أُولَئِكَ} الذي هو مبتدأ واعتماده عليه.
وقوله: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} محل {يُحَلَّوْنَ} النصب على الحال من الضمير في {تَحْتِهِمُ} لا الرفع على النعت لجنات كما زعم بعضهم، لأن الفعل لأصحاب الجنات لا للجنات وهم المحلَّوْن لا هي.
و{مِنْ} الأولى يحتمل أن تكون للبعضية مبعضها محذوف (?)،