يومًا لبثتم؟ دل عليه قوله: {لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}.
وقوله: {بِمَا لَبِثْتُمْ} (ما) مصدرية، أي: أعلم بمدة لبثكم.
وقوله: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ} (بورقكم) يحتمل أن يكون من صلة قوله: {فَابْعَثُوا}، وأن يكون في موضع الحال.
وقرئ: (بوَرِقكم) بفتح الواو وكسر الراء (?) وهو الأصل مع إظهار القاف على الأصل، وبإدغامها في الكاف (?) لقرب مخرجيهما.
وقرئ: بإسكان الراء (?) تَخفيفًا كفَخْذٍ في فَخِذٍ. وبإسكانها وكسر الواو (?) على نقل حركة العين إلى الفاء استثقالًا للكسرة فيها، كما قيل: في فَخِذٍ وَكَبِدٍ. فِخْذٌ وكِبْدٌ بكسر أولهما على نقل حركة العين إلى الفاء. وأما من قال: فَخْذٌ وَكَبْدٌ بفتح الفاء وإسكان العين فإنه حذف حركة العين حذفًا، ولم ينقلها إلى ما قبلها، وعن بعض القراء: أنه كسر الواو وأسكن الراء وأدغم (?) وأنكر عليه، لأنه جمع بين الساكنين على غير حدة، وقيل: أخفى كسرة القاف فظنها القارئ مدغمة، ولعمري صدق فيما زعم، لأن القُرّاء يعبرون عن المخفي بالمدغم لعدم اللبس، وذلك في موضعين - أحدهما: أن يكون ما قبل الحرف المدغم ساكنًا صحيحًا. والثاني: أن يكون الحرف