وقرئ: بفتحها (?) على أنها التعليلية، و {بَاخِعٌ} للاستقبال على القراءتين فيمن قرأ: (إن لم يؤمنوا) بالكسر، وللمضي فيمن قرأ: (أَنْ لم يؤمنوا) بالفتح، أي: لأن [لم] يؤمنوا.
والباخع: القاتل، يقال: بخع نفسه يَبْخَعُهَا بَخْعًا، إذا قتلها، أي: قاتلها ومهلكها.
وقوله: {عَلَى آثَارِهِمْ} قيل: من بعد توليهم وإعراضهم عنك (?). وقيل: {عَلَى آثَارِهِمْ} على موتهم على الكفر (?). يقال: بكى على أثر فلان، إذا بكى على فراقه.
وقوله: {بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} أي: بهذا القرآن، و {أَسَفًا}: مصدر في موضع الحال من المنوي في {بَاخِعٌ}، أي: أسيفًا أو ذا أسف، أو مفعول له، أي: لفرط الحزن، أو لفرط الغيظ.
والأسف: الحزن على ما فات، والأسف: الغيظ أيضًا، وقد أَسِفَ على ما فاته يَأْسَفُ أَسَفًا فهو أسِفٌ وأسِيفٌ، وأسِفَ عليه أَسَفًا، أي: غضب. وآسَفَهُ: أغضبه، {فَلَمَّا آسَفُونَا} (?).
{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)}:
قوله عز وجل: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً} جعل هنا يحتمل أن يكودْ متعديًا إلى مفعولين وهما {مَا} و {زِينَةً}، وأن يكون متعديًا إلى واحد وهو {مَا}، و {زِينَةً} مفعول [له]، أو حال أي: ذات زينة، أو ذا زينة،