عليه، وقيل له: إنما هو فجاسوا، فقال: حاسوا وجاسوا واحد (?). و {خِلَالَ الدِّيَارِ} ظرف له، وهو جمع خلل، كجمل وجمال، وبه قرأ بعض القراء: (خَلَلَ الديار) (?)، والخلل: الفرجة بين الشيئين.
وقوله: {وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا} اختلف في اسم كان:
فقيل: وكان الجوسُ قَضَاءً قضاه الله على القوم وعدًا محققًا، لأن ما وعده الله تعالى لا بد أن يفعله.
وقيل: كان إفساد بني إسرائيل في الأرض مرتين وعدًا من الله كائنًا لا محالة.
وقيل: كان بعثنا وعدًا. والأول أحسن للقرب (?).
{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6)}:
قوله عز وجل: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ} أي: رجعنا لكم الدولة والغلبة، والكرة: الرجعة على الأعداء، وهي مصدر في الأصل، يقال: كَرَّ: يَكُرُّ. كَرًّا وَكَرَّةً.
و{عَلَيْهِمْ}: يحتمل أن يكون من صلة {رَدَدْنَا}، وأن يكون من صلة {الْكَرَّةَ} بمعنى أن تكروا عليهم, لأنه يقال: كر عليه. وقد جوز أن يكون حالًا منها، فيكون متعلقًا بمحذوف (?).