وفي الإشارة وجهان - أحدهما: إلى بنات صلبه وكانت له ثلاثُ بنات (?). والثاني: إلى النساء، لأن كل أمَّةٍ أولاد نبيها رجالهم بنوه، ونساؤهم بناته، فكأنه قال لهم: هؤلاء بناتي فانكحوهن، وخلوا بَنيَّ فلا تتعرضوا لهم (?).

{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72)}:

قوله عز وجل: {لَعَمْرُكَ} رفع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير لعمرك قَسَمِي، أو ما أُقْسِمُ به، والْتُزِمَ إضمار هذا الخبر، ولا يستعمل إظهاره، فلا يقال: لعمرك قسمي أو ما أقسم به، كما لا يقال: لولا زيد حاضر لكان كذا وكذا، واللام في {لَعَمْرُكَ} لام الابتداء.

والْعَمْرُ والعُمْرُ وإن كانا بمعنى واحد - وهو مدة بقاء الشخص حيًا - فلا يستعمل في القَسَمِ إلا الفتح لخفته، لأن القَسَمَ كثير الدَّور على ألسنة القوم، ولذلك حذفوا الخبر، فلما كان كذلك استعملوا له الأخف، لأن الفتح أخف عليهم (?).

وقوله: {إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} جواب القسم، ولذلك كُسِرَ لا لكونه في خبره اللام كما زعم بعضهم (?). وقرئ: (أَنَّهُمْ) بالفتح (?)، على تقدير: لأَنَّهُمْ، مع حكمك بزيادة اللام التي في الخبر، لأنها تمنع الفتح على كل حال، لا لكون (إِنَّ) كسرت هنا لأجلها، فاعرفه فإنه موضع لطيف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015