والثاني: أنه مضاف إلى المفعول، على معنى: وعند الله مكرهم الذي يمكرهم به، وهو عذابهم الذي يستحقونه، يأتيهم به من حيث لا يشعرون ولا يحتسبون، [والله أعلم] (?)

وقوله: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} قرئ: (لِتَزولَ) بكسر اللام الأولى ونصب الثانية (?)، فـ (إنْ) على هذه القراءة بمعنى (ما) النافية، كالتي في قوله عز وعلا: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} (?) واللام لام الجحد جيء بها لتأكيد النفي، كما في قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم} (?). والمعنى: إن مكرهم أوهن وأضعف من أن تزول منه الجبال، على أن الجبال مَثَلٌ لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وما جاء به، لأنه بمثابة الجبال الراسية بيانًا وتمكنًا - صلى الله عليه وسلم -، وقد وعده سبحانه وتعالى إظهار دينه على كل الأديان، فقال: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} (?). ثم أكده بقوله: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ}. {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا} (?). {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} (?)

وقرئ: (لَتزولُ) بفتح اللام الأولى وضم الثانية (?)، و (إنْ) على هذه القراءة مخففة من الثقيلة، واللام هي الفارقة بينها وبين النافية، وليست بلام الابتداء كما زعم بعضهم، لأن لام الابتداء لك أن تسقطها، وهذه لا يجوز إسقاطها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015