فقيل: حلفتم أنكم باقون في الدنيا لا تُزالون بالموت والفناء عما أنتم عليه من طيب العيش والنعمة (?).
وقيل: لا تبعثون ولا تنتقلون إلى دار الآخرة، لقوله: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ} (?)
وقيل: تم الكلام عند قوله: {أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ}، على معنى: أو لم تكونوا أقسمتم من قبل أن لا قيامة ولا بعث، ثم استأنف فقال: ما لكم من زوال، أي: لا تُزالون عن هذه الحالة، ولا تُردّون إلى الدنيا بحال (?).
وقوله: {وَتَبَيَّنَ لَكُمْ} فاعل (تبين) مضمر دل عليه الكلام، أي: وظهر لكم فعلنا بهم حين كفروا وكذبوا الرسل، أو حالهم، ولا يجوز أن يكون فاعله {كَيْفَ} لوجهين - أحدهما: أن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله. والثاني: أن {كَيْفَ} لا يخبر عنه، وإنما يكون خبرًا أو ظرفًا، على اختلاف النحاة في ذلك، وهي هنا منصوبة بقوله: {فَعَلْنَا} ليس إلا (?).
{وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)}:
قوله عز وجل: {وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ} فيه وجهان:
أحدهما: أن المصدر الذي هو {مَكْرُهُمْ} مضاف إلى الفاعل، كقوله: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ} على معنى: وعند الله جزاء مكرهم، أو ثابت عند الله مكرهم، فهو يجازيهم عليه بمكرٍ هو أعظم منه.