وقوله: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} الجمهور على كسر ميم (المِحَال)، وهو فِعَال من المَحْلِ. قال أبو إسحاق: والمَحْلُ في اللغة الشدة (?)، أي: شديد القدرة والقوة، يقال: محل به، إذا غلبه، والمحل أيضًا: المكر والكيد، وهو المشهور في اللغة، يقال: محل به، إذا كاده وسعى به إلى السلطان. وفي الدعاء: "ولا تجعلْه ماحلًا مصدقًا" (?). والمماحلة: المماكرة والمكايدة، والمعنى على هذا: إنه شديد المكر والكيد لأعدائه، يأتيهم بالهلكة من حيث لا يحتسبون، يعضده: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} (?)، {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} (?).
وقرئ: بفتح الميم (?)، على أنه مْفعَلٌ من حال يحول حولًا ومَحالًا، إذا احتال، ومنه أحول من ذئبٍ، أي: أشد حيلة، وهو أَحْوَلُ منكَ، أي: أكثر حِيلَةً، وما أحوله! ومنه: رجل حُوَلَةٌ، أي: محتال.
{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14)}:
قوله عز وجل: {دَعْوَةُ الْحَقِّ} قال الحسن: {الْحَقِّ} هو الله تعالى (?)،