قوله عز وجل: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ} أي: فأُدخل السجنَ ودخل معه فتيان، قيل: (مع) يدل على معنى الصحبة واستحداثها، تقول: خرجت مع الأمير. تريد مصاحبًا له، فيجب أن يكون دخولهما السجن مصاحبين له (?).
وقوله: {قَالَ أَحَدُهُمَا} مستأنف، لأنه لم يقل ذلك المنام حال دخوله، ولا هو حال مقدرة، لأن الدخول لا يؤدي إلى المنام. {إِنِّي أَرَانِي} يعني: في المنام، وهي حكاية حال ماضية، أي: أرى نفسي.
وقوله: {أَعْصِرُ خَمْرًا} اختلف فيه، فقيل: تقديره: أعصر عنب خمر، أي: أعصر العنب الذي يكون عصيره خمرًا، فحذف المضاف. وقيل: يعني عنبًا، تسمية للشيء بما يؤول إليه، وذلك أن المعصور ذلك الوقت إنما هو العنب، فسماه خمرًا لما يصير إليه من بعد حكاية لحاله (?) المستأنفة. وقيل: الخمر بلغة عُمَان اسم للعنب (?). وحكى الأصمعي عن المعتمر بن سليمان قال: لقيت أعرابيًّا ومعه عنب فقلت له: ما معك؟ فقال: خمر (?). تعضده قراءة من قرأ: (إني أَرَانِي أعصرُ عنبًا) وهو ابن مسعود - رضي الله عنه - (?).
وقوله: {أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا} (فوق) يحتمل أن يكون ظرفًا لأحمل، وأن يكون حالًا من الخبز لتقدمه عليه، كقوله: