والثاني: هو مفعول قالوا على المعنى، كأنه قيل: ذكروا سلامًا؛ لأن القول ذِكر، كما أن الذكر قول، وهو اسم واقع موقع التسليم، كالكلام موقع التكليم.

وأما قوله: {قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ} فارتفاعه على أحد وجهين: إمَّا على الابتداء، والخبر محذوف، أي: سلامٌ عليكم، أو بالعكس، أي: أمري أو شأني سلامٌ.

وقرئ: (قال سِلْم) (?)، وفيه وجهان:

أحدهما: بمعنى سلام، كحِرْمٍ وحَرَام.

والثاني: بمعنى المسالمة التي هي خلاف الحرب، كأنهم لما كفوا عن تناول ما قدمه إليهم خليل الرحمن صلوات الله وسلامه على نبينا وعليه فنكرهم وأوجس الخيفة منهم.

قال عليه السلام: أنا سلم لكم ولست بحرب لكم، فلا تمتنعوا من تناول طعامي كما يُمتنَع من طعام العدو (?)، يقال: فلان سِلْم لفلان، أي مسالم له.

وقوله: {فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} (ما) نافية، و {أَنْ} في موضع نصب لعدم الجار، وهو عن، أو جر على إرادته. وفي {لَبِثَ} ذكر يعود على إبراهيم عليه الصلاة والسلام، أي: فما مكث عن أن جاء. واللَبْث واللَبَاث: المكث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015