قوله عز وجل: {مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا} (بشرًا) مفعول ثان؛ لأن الرؤية من رؤية القلب، وقال أبو جعفر: {بَشَرًا}، منصوب على الحال (?).
وقوله: {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا} الجملة في موضع المفعول الثاني، وعلى قول أبي جعفر تكون في موضع الحال و (قد) تكون مرادة معها. و {الَّذِينَ} في موضع رفع فاعل {اتَّبَعَكَ}.
والأراذل: يحتمل أن يكون جمع الأرذَل - بفتح الذال - كالأكبر والأكابر، والأحسن والأحاسن، والأسوأ والأساوئ، وفي التنزيل: {أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا} (?).
وفي الحديث: "أحاسنكم أخلاقًا الموطِّئُون أكنافًا، أساوئكم أخلاقًا الثرثارون المتفيقهون" (?).
وأن يكون جمع الأرذُل - بضم الذال - والأرذُل جمع رَذْلٍ، فيكون جمع الجمع كَكَلْبٍ وأَكْلُبٍ وأكالبٍ.
وقيل: الأراذل جمع أرذال، وأرذال جمع رذل (?)، وليس بالمتين؛ لأن فَعْلًا إذا كان ساكن العين صحيحًا لا يجمع على أفعال في الأمر العام.
والأراذل: الأَخِسّاء.