في كأن، والمعنى على الكسر، وهو قولك إنَّ زيدًا كالأسد، قاله: الزمخشري (?).
وكان القياس: بأنه لهم؛ لأن نوحًا اسم للغيبة، فالراجع إليه ينبغي أن يكون على لفظ الغيبة دون لفظ الخطاب، ولكنه على الرجوع من الغيبة إلى الخطاب، ونظيره قوله عز وجل: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ} (?)، ثم قال: {فَخُذْهَا}، فخرج من الغيبة إلى الخطاب كما ترى، ونحو هذا كثير شائع في كلام القوم نثرهم ونظمهم.
فإن قلت: لم سمي نوحًا؟ قلت: قيل: لأنه كان ينوح على نفسه (?).
وقوله: {أَلَّا تَعْبُدُوا} بدل من {إِنِّي لَكُمْ}، أي: أرسلناه بألا تعبدوا إلّا الله، وقد جوز أن تكون مفسرة متعلقة بـ {أَرْسَلْنَا}، أو بـ {نَذِيرٌ} (?)، وقد مضى الكلام على نظيرها في أول السورة بأشبع من هذا (?).
وقوله: {عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} وُصفَ اليوم بأليم لوقوع الألم فيه، ونظيره قولهم: نهارك صائم، وليلك نائم، لوقوع الصوم والنوم فيهما (?).
والمعنى: عذاب يوم مؤلم، أي موجع.
{فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)}: