وقوله: {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ} (مَن) استفهام في موضع رفع بالابتداء، وخبره {أَوْفَى}، أي: لا أحد أوفى منه، وقد مضى الكلام على {أَوْفَى} في "البقرة" عند قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي} بأشبع ما يكون، فأغنى ذلك عن الإعادة هنا (?).
وقوله: {وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} الإشارة في (ذلك) إلى البيع، وقيل: إلى الوعد، وقيل: إلى الثواب.
{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (116)}:
قول عزَّ وجلَّ: {التَّائِبُونَ} الجمهور على رفع قوله: {التَّائِبُونَ} إلى قوله: {وَالْحَافِظُونَ}، وفي رفعه ثلاثة أوجه (?):
- أحدها: على المدح، على تقدير: هم التائبون، يعني المؤمنين المذكورين.
- والثاني: على الابتداء وفي خبره وجهان: