وقرئ: (مُرْجَئُوْنَ) بالهمز، و (مُرْجَوْنَ) بتركه (?)، من أرجأت فلانًا وأرجيته، إذا أخرته، إرجاءً فيهما
وقوله: {إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ}: قال أبو إسحاق: {إِمَّا} لأحد الشيئين، والله تعالى عليم بما يصير إليه أمرهم، إلَّا أنه خاطب العباد بما يعلمون (?).
والمعنى: وآخرون من المتخلفين موقوف أمرهم، إما يعذبهم إن بقوا على الإصرار ولم يتوبوا، وإما يتوب عليهم إن تابوا، وهم ثلاثة وفيهم نزلت: كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع، كانوا مياسير تخلَّفوا عن غزوة تبوك من غير عذر، ثم لَمْ يبالغوا في الاعتذار كما فعل غيرهم، وهم الثلاثة المذكورون في قوله جل ذكره: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} (?).
وبعد .. فإن (إما) إذا كانت للشك كالتي هنا وقع بعدها الاسم والفعل، وإن كانت للتخيير وأتى الفعل بعدها كانت معه (إن) بشهادة قوله: {إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ ... } (?).
{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107)}: