وقوله: {بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ} و: {بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} (ما) فيهما مصدرية، أي: بسبب إخلافهم إياه ذلك وبكونهم كاذبين.

{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79)}:

قوله عز وجل: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ} محل {الَّذِينَ} الرفع على الابتداء، وخبره محذوف، أي: منهم الذين، أو {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ}، وهو خبرٌ لا دُعاءٌ، بمعنى: جزاهم جزاء استهزائهم، ونظيره: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} (?) في كونه خبرًا لا دعاء.

أو النصب إما على الذم، أو على إضمار فعل دل عليه {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} على الوجه الثاني، وهو جَعْلُك خبرًا له، وقد جوز أن يكون في محل الجر على البدل من الضمير في: {سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} (?)، فيكون بدل البعض من الكل.

وقوله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} في محل النصب على الحال من المنوي في {الْمُطَّوِّعِينَ} أي: كائنين منهم، والأصل: المتطوعين، أي المتبرعين، فأدغمت التاء في الطاء بعد قلبها طاء.

وقوله: {فِي الصَّدَقَاتِ} من صلة {يَلْمِزُونَ} لا من صلة {الْمُطَّوِّعِينَ}، كما زعم بعضهم، لأجل الفصل بينهما بقوله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.

وقوله: {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} محل {الَّذِينَ} النصب عطفًا على {الْمُطَّوِّعِينَ} أي: ويعيبون الذين لا يجدون إلّا جهدهم، أو الجر عطفًا على المؤمنين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015