واللقاء للشيء، والاجتماع معه، والحضور معه، نظائر في المعنى.
{وَإِذَا خَلَوْا}: أصله (خَلَوُوا) فاستثقلت الحركة على الواو فحذفت، وحذفت الواو التي هي اللام لالتقاء الساكنين. وقيل: بل قلبت أَلِفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الألف كراهية اجتماع الساكنين، وبقيت الفتحة قبلها تدل عليها.
وخلوتُ بفلان، وإليه، ومعه: إذا انفردتَ معه، غير أن خلوت به أكثر استعمالًا من خلوت إليه.
فإن قلت: فإن كان الأمر على ما زعمتَ، فلِمَ جيء هنا بإلى دون الباء؟ قلتُ: قيل: إنما جيء بإلى دون الباء هنا ليدل الكلام على معنى الابتداء والانتهاء، لأن أول لقائهم كان للمؤمنين، ثم لرؤسائهم، كأنه قيل: وإذا خلوا من المؤمنين إلى شياطينهم (?).
وقيل: {إِلَى} بمعنى (مع) كقوله تعالى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} (?)، أي مع الله، ومنه قول الشاعر:
47 - إذا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيْرٍ ... لَعَمْرُ اللهِ أَعْجَبني رِضَاها (?)