وقد جوز أن تكون اللام في {النَّاسِ} للعهد، أي: كما آمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه، وهم ناس معهودون، كما في قوله: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا} (?). أو عبد الله بن سلام وأشياعه (?)، لأنهم من جِلْدتهم ومن أبناء جنسهم، أي: كما آمن أصحابكم وإخوانكم. وأن تكون للجنس، أي: كما آمن الكاملون في الإنسانية. أو جُعِل المؤمنون كأنهم الناس على الحقيقة، ومَن عداهم كالبهائم في فَقْدِ التمييز بين الحق والباطل (?). وكذلك اللام في، {السُّفَهَاءُ} تحتمل الوجهين.

ويجوز في {هُمُ} الأوجه الثلاثة المذكورة في {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ}. {وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ} أنهم كذلك.

وسفهاءُ: جمع سفيه، كفقيه وفقهاء، وحكيم وحكماء. والسَّفَه والطيش بمعنىً. وأصلُ السَّفَهِ الخِفَّةُ، يقال: ثوبٌ سَفِيهٌ، إذا كان خفيفًا باليًا، وهو في الناس: خفة الحلم، عن الزجاج وغيره (?).

ويجوز في قوله: {السُّفَهَاءُ أَلَا} أربعة أوجه:

تحقيق الهمزتين وهو الأصل.

وقلب الثانية واوًا كراهة اجتماعهما (?).

وتخفيف الأولى بين بين - بين الهمزة والواو على مذاق العربية - مع تحقيق الثانية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015