وقيل: لا ينصرف لأنه اسم للقبيلة أو البلدة (?)، ففي الكلام على هذا حذف مضاف، أي: إلى أهل مدين، أعني إذا كان اسمًا للبلدة.

وقوله: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} (الناس أشياءهم) مفعولا {تَبْخَسُوا}، لأنه يتعدى إلى مفعولين، يقال: بخسته حقه، إذا نقصته إياه، ومنه قيل: للمسكين: البخيس.

قيل: وإنما قال {أَشْيَاءَهُمْ}؛ لأنهم كانوا يبخسون الناس كل شيء في مبايعاتهم (?).

{وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ}:

قوله - عز وجل -: {وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ} محل {تُوعِدُونَ} النصب على الحال من الضمير في قوله: {وَلَا تَقْعُدُوا}، ومفعوله محذوف تقديره: ولا تقعدوا موعدين مَن أتى شعيبًا بالأذى، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وغيره (?).

و{تَصُدُّونَ}: عطف على {تُوعِدُونَ}، وحكمه في الإِعراب حكمه، وكذا {وَتَبْغُونَهَا} أي: وصادِّين عنها وباغيها.

وقوله: {مَنْ آمَنَ بِهِ} (مَن) موصول في موضع نصب بـ {تَصُدُّونَ} والضمير في {بِهِ} لكل صراط، قال أبو الحسن (?): أي: في كل صراط،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015