قوله - عز وجل -: {مِنَ الْغَابِرِينَ} أي: من الذين غبروا في ديارهم، أي: بقوا فهلكوا، يقال: غَبَرَ يَغْبُرُ غُبورًا، إذا بقي وإذا مضى، وهو من الأضداد (?). وإنما قيل: {مِنَ الْغَابِرِينَ} دون الغابرات، لتغليب الذكور على الإناث.

وقوله: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا} يعني حجارة، والمعنى: أرسلنا عليهم إرسال المطر.

فإن قلت: ما محلّ قوله: {كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}؟ قلت: النصب على الحال من المرأة، أي: كائنة منهم.

فإن قلت: الاستثناء هنا متصل أم منقطع؟ قلت: متصل لأنها من الأهل، ولقائل أن يقول: هو منقطع لكونها كافرة (?).

{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}:

قوله - عز وجل -: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [أي: وأرسلنا أخاهم شعيبًا] (?) وقد ذكر (?).

واختلف في امتناع صرف {مَدْيَنَ}:

فقيل: لكونه معربًا في حال تعريفه، وأصله مديان بن إبراهيم، وهؤلاء ولده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015