و (غيره) قرئ: بالحركات الثلاث (?): فالرفع على المحل إمَّا على البدل، كقوله: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ} (?)، فكما أن قوله: (إلا الله) بدل من قوله: (ما من إله)، كذلك يكون قوله: {غَيْرُهُ} بدلًا من {إِلَهٍ}، ويكون (غير) في موضع إلا، كأنه قيل: ما لكم من إله إلَّا الله، أو على النعت، كأنه قيل: ما لكم إلهٌ غيره، والجر على الصفة على اللفظ، والنصب على الاستثناء بمعنى: ما لكم من إله إلَّا إياه، كقولك: ما في الدار من أحد غير زيد، بمعنى إلَّا زيدًا.

وقوله: {عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} قيل: اليوم العظيم يوم القيامة، أو يوم نزول العذاب عليهم وهو الطوفان (?)، ووصف اليوم بالعظيم والمراد عِظَمُ ما فيه.

{قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}:

قوله - عز وجل -: {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ} الملأ: الأشراف والسادة، قيل: سموًا بذلك؛ لأنهم يملؤون الصدور بعظم شأنهم (?).

وقيل: الرجال ليس معهم نساء (?)، سموا بذلك لأنهم يملؤون المحافل.

ومحل {مِنْ قَوْمِهِ} النصب على الحال من الملأ، أي: كائنين منهم.

وقوله: {إِنَّا لَنَرَاكَ} الرؤية هنا تحتمل أن تكون من رؤية القلب، وأن تكون من رؤية العين، أو من الرأي الذي هو الاعتقاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015