والثاني: أن الشركاء ليسوا بقاتلين، وإنما هم مزينون القتلَ للمشركين، على ما فسر أن شركاءهم من الشياطين، أو من سَدَنَةِ (?) الأصنام زينوا لهم قتل أولادهم بالوأد أو بنحرهم للآلهة، وكان الرجل يحلف في الجاهلية لئن ولد له كذا غلامًا لينحرن أحدهم (?).

وقرئ: (زُيِّن) بضم الزاي وكسر الياء (?)، على البناء للمفعول الذي هو القتل. (أولادَهم) بالنصب على أنه مفعول القتل. (شركائِهم) بالجر على الإِضافة، وقد فصل بين المضاف الذي هو القتل والمضاف إليه بالمفعول الذي هو مفعول المصدر القائم مقام الفاعل، وقد أنشد فيها شاهد:

215 - فزجَجْتُها بِمِزَجَّةٍ ... زَجَّ القلوصَ أبي مَزادَه (?)

يريد زجَّ أبي مزادة القلوصَ، ففصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول كما ترى، ونحو هذا أكثر ما يجيء في الشعر دون النثر، وقد ذكرت وجه هذه القراءة في الكتاب الموسوم بالدرة الفريدة في شرح القصيدة بأشبع ما يكون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015