قوله عز وجل: {وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ} اللام في {وَلِتَصْغَى} لام كي، وهي عطف على معنى قوله: {غُرُورًا} (?)، كأنه قيل: ليغروا بذلك المؤمنين، ولتصغي إليه أفئدة الذين، والضمير في {إِلَيْهِ} يرجع إلى ما رجع إليه الضمير في {مَا فَعَلُوهُ} (?)، أي: ولتميل إلى ما ذكر من عداوة الأنبياء عليهم السلام ووسوسة الشياطين أفئدةُ الكفار. وأفئدة: جمع فؤادٍ، كغراب وأغربةٍ.
وفي صغا لغتان، يقال: صغوت إلى فلان أصغَى، كمحوت أمحَى، وإنما جاز أصغَى وكان ينبغي أصغو لأجل حرف الحلق، صغْوًا وصُغُوًّا وصَغَيتُ أَصْغَى، وصَغِيتُ أصغى أيضًا، أعني بكسر العين في الماضي.
قال أبو إسحاق: والذي أختار إذا جاءت الياء: صَغِيتُ أَصْغَى، فأمَّا صَغَيتُ أصغَى فشاذٌ، وأصغَيتُ أَصغِي جيِّدٌ بالغ كثير، انتهى كلامه (?).
والجمهور على كسر اللام في قوله: {وَلِتَصْغَى}، وقرئ: (ولْتصغَى) بإسكانها تخفيفًا (?)، كما تُسْكَنُ لامُ الأمر لذلك، وأصلها الكسر بشهادة قوله سبحانه: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} (?) غير أن إسكان لام كي قليل في الاستعمال، وإنما كان قليلًا؛ لأن لام كي نائبة في الأمر العام عن (أن) واقعة في جواب كان سيفعل (?)، فلما نابت عنها قَوَّوْهَا بإقرار حركتها فيها؛ لأن الحرف المتحرك أقوى من الساكن، والأقوى أشبه بأن ينوب عن غيره من الأضعف، فاعرفه فإنه من كلام أبي الفتح (?).