آلهة، تثبيتًا لذلك وتقريرًا له، وهو داخل في حكم الإِنكار؛ لأنه كالبيان له.

وقرئ كذلك إلَّا أن الهمزة الثانية مكسورة (?)، وهو اسم صنم أيضًا، وانتصابه على ما ذكر آنفًا.

وقيل: هو مشتق من الأَزْرِ وهو القوة، أو من الوِزْر وهو الإِثم، وأبدلت الواو همزة، كما أبدلت في وشاح حيث قالوا: إشاح، فيحتمل على هذا أن يكون مفعولًا من أجله، والمعنى: اللتجبر، أو للتكبر أو للإِثم تتخذ أصنامًا آلهة؟ (?).

فإن قلت: المفعول من أجله من شرطه أن يكون غرضًا لفاعل الفعل المعلل، وليس الإثم بغرض، فكيف يصح أن يكون مفعولًا من أجله؟

قلت: أجل الأمر كما زعمتَ، لكن قد يأتي في كلام القوم ما لا يصح وصفه بالغرض، وهو مع ذلك منصوب على أنَّه مفعول من أجله، نحو قولهم: قعد عن الحرب جبنًا، وفعل ذلك عجزًا، فالجبن والعجز كلاهما لا يكون مقصودًا، كما يكون التقويمُ مقصودًا في قولك: ضربته تقويمًا له، إلَّا أنه لا يخرج عنه، وإن لَمْ يكن مقصودًا من حيث إن القعود عن الحرب هو الجبن في المعنى، كما أن الضرب هو التقويم.

فكذلك اتخاذ الأصنام من دون الله آلهة هو الإِثم في المعنى، ويقال: ما المعنى في اتخاذه كذا؟ فيقال: الإِثم، ونحو هذا وإن لَمْ يصح إطلاق لفظ الغرض عليه لكن يصح أن يقال فيه: هو سبب وهو علة، وقد نُبِّهَ على نحو هذا فيما سلف من الكتاب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015