وقوله: {يُرِيدُونَ} في موضع الحال من (الذين) أو من الضمير في {يَدْعُونَ}، فإن قلت: ما المراد بقوله: {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}؟ قلت: قيل: المراد بذلك: التنبيه على إخلاص عملهم، والوجه يُعَبَّرُ بِهِ عن ذات الشيء وحقيقته (?).
وقوله: {مِنْ شَيْءٍ}: (من) مزيدة للتوكيد، ومحلها الرفع بالابتداء، والخبر {عَلَيْكَ} و {مِنْ حِسَابِهِمْ} في موضع الحال لأجل تقديمه على الموصوف وهو {شَيْءٍ}.
فإن قلت: هل يجوز عكس هذا وهو أن يكون الخبر {مِنْ حِسَابِهِمْ}، و {عَلَيْكَ} الحال لما ذكرت آنفًا؛ قلت: لا يبعد ذلك (?).
ولا يجوز أن يكون {مِنْ شَيْءٍ} اسم (ما)، كما زعم بعضهم (?)، لتقديم الخبر عليه (?)، ومثله: {وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ}.
وقوله: {فَتَطْرُدَهُمْ} جواب النفي، وهو قوله: {مَا عَلَيْكَ}، و {فَتَكُونَ} جواب النهي وهو قوله: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ}
الزمخشري: ويجوز أن يكون عطفًا على {فَتَطْرُدَهُمْ} على وجه التسبيب، لأنَّ كونه ظالمًا مسبب عن طردهم، انتهى كلامه (?)، فيحسن الوقوف على هذا على قوله: {وَجْهَهُ}.
{وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53)}: