كَذَّبه، إذا جعله كاذبًا في زعمه، أو من كَذَّبه، إذا قال له: كذبت.

وقرئ: (لا يُكْذِبونك) بإسكان الكاف وتخفيف الذال (?)، من أكذبه، إذا وجده كاذبًا، كقولك: أحمدته، إذا وجدته محمودًا. وقيل: أكذبته وكذبته بمعنى: نسبته إلى الكذب (?).

قيل: والمعنى أن تكذيبك أمر راجع إلى الله؛ لأنك رسوله المُصَدَّقُ بالمعجزات، فهم لا يكذبونك في الحقيقة وإنما يكذبون الله بجحود آياته (?).

وقيل: فإنهم لا يكذبونك لأنك عندهم الصادق الموسوم بالصدق، ولكنهم يجحدون بآيات الله، يعضده ما روي أن أبا جهل كان يقول: ما نكذبك وإنك عندنا المُصَدَّقُ، وإنما نكذب ما جئتنا به (?).

وقيل: فإنهم لا يكذبونك بقلوبهم، ولكنهم يجحدون بألسنتهم (?). والباء من {بِآيَاتِ} متعلقة بقوله: {يَجْحَدُونَ}، على تضمين الجحد معنى التكذيب.

فإن قلت: ما حملك على هذا التضمين، ولولا بَقَّيْتَ الجَحْدَ على بابه؟ قلت: حملني على ذلك إتيان الباء في قوله: {بِآيَاتِ اللَّهِ}؛ لأن الجحد يتعدى بغير الجار. وقيل: هي متعلقة بالظالمين، كقوله جل ذكره: {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا} (?).

{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015