ذكره {فِي السَّمَاوَاتِ} على التأويل المذكور قبيل.

وقيل: اسم الله بدل من {وَهُوَ} والخبر {يَعْلَمُ} (?).

وقيل: تمام الكلام {فِي السَّمَاوَاتِ}، {وَفِي الْأَرْضِ} من صلة {يَعْلَمُ} (?)، وليس بشيء؛ لأن الله تعالى معبود فيهما، بشهادة قوله: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} (?)، وعالم بما فيهما: {إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (?)، وإذا كان كذلك فلا وجه لاختصاص إحدى الصفتين بأحد الظرفين (?)، تعالى الله جل وعز عن ذلك.

وقوله: {سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ} تسمية للمفعول بالمصدر، كضرب الأمير، وخلق الله، يعضده: {يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} (?) في غير موضع من التنزيل.

{وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ}: يحتمل أن تكون {مَا} موصولة، وأن تكون مصدرية.

{وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (4)}:

قوله عز وجل: {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ} مِن في {مِنْ آيَةٍ} لاستغراق الجنس الذي يقع في النفي، وهو عامل لفظًا ومعنى، ويتغير بحذفه المعنى، كما يتغير اللفظ، وليس حذفه وثباته سواء، كما يزعم كثير من الناس، ولا يفرقون بين: ما جاءني من أحد، وبين: ما جاءني من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015