بالمصدر الذي هو الشهادة، لأنه خارج عن الصلة بكونه بعد الخبر، ولكن ليشهد اثنان.
وقيل: {شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} مبتدأ وخبره محذوف تقديره: فيما فرض عليكم شهادة بينكم، و {اثْنَانِ} فاعل الشهادة، على معنى: فيما فُرض عليكم أن يشهد اثنان (?). و {إِذَا حَضَرَ} على هذا الوجه معمول الشهادة، و {حِينَ الْوَصِيَّةِ} بدل منه أو معمول {حَضَرَ} كالوجه الأول.
وقرئ: (شهادةٌ بينَكم) بالرفع والتنوين (?)، و: (شهادةً) بالنصب والتنوين (?)، على تقدير: ليشهد شهادةً بينَكم اثنان، أو لِيُقِمْ شهادةً بينَكم اثنان، و (بينَكم) على هاتين القراءتين ظرف بخلاف قراءة الجمهور، وقد ذكر.
وقوله: {ذَوَا عَدْلٍ} صفة لقوله: {اثْنَانِ}، وكذلك {مِنْكُمْ}، ولك أن تجعل {مِنْكُمْ} في موضع الحال من (اثنين)؛ لأن الصفة خصصته فقربته من المعرفة، هذا إذا ارتفع {اثْنَانِ} بالفعل، وأما إذا ارتفع بخبر الابتداء فلا، لعدم العامل.
وقوله: {أَوْ آخَرَانِ} عطف على قوله: {اثْنَانِ} وحكمه حكمه في الإعراب وفي حذف المضاف.
و{مِنْ غَيْرِكُمْ}: في موضع الصفة لقوله: {أَوْ آخَرَانِ}.
واختلف في قوله: {مِنْكُمْ} و {مِنْ غَيْرِكُمْ}، فقيل: {مِنْكُمْ} من أقاربكم، و {مِنْ غَيْرِكُمْ} من الأجانب (?)، يعني: إذا حضرت أسباب الموت