قد قلصت شفتاه من حفيظته ... فخيل من شدة التقليص مبتسما1

وقال أيضاً في رجل ينسبه إلى الدعوة2:

وتنقل من معشر في معشر ... فكأن أمك أو أباك الزئبق

يقال: زئبق، وزئبر، مهموزان، ودرهم مزأبق، وثوب مزأبر3.

ومن إفراط التشبيه قول أبي خراش الهذالي يصف سرعة أبيه في العدو:

كأنهم يسعون في إثر طائر ... خفيف المشاش عظمه غير ذي نحض

يبادر جنح الليل فهو مهابد ... يحث الجناح بالتبسط والقبض

وقال أوس بن حجر [قال أبو الحسن: أهل الكوفة يرونها لعبيد بن الأبرص] :

كأن ريقتها بعد الكرى اغتبقت ... من ماء أدكن في الحانوت نضاح

أو من معتقة ورهاء نشوتها ... أو من أنابيب رمان وتفاح4

وقال ابن عبدل يهجو رجلاً بالبخر:

نكهت علي نكهة أخدري ... شتيم شابك الأنياب ورد5

وفي هذا الشعر:

فما يدنو إلى فيه ذباب ... ولو طليت مشافره بقند6

يرين حلاوة ويخفن موتاً ... وشيكاً إن هممن له بورد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015