وكان رجلاً ظهره1، وكنت في أطوع جند وأصلحه، وكان في أخبث جندٍ وأعصاه، وتركته واصحاب الجمل وقلتُ: إن ظفروا به كانوا أهون علي منه، وإن ظفر بهم اعتددت بها عليه في دينه. ن وكنتُ أحب إلى قريشٍ منه، فيا لك من جامعٍ إلي ومفرق عليه! وعونٍ لي وعونٍ عليه!

وقال أردشير: الداء في كل مكتومٍ.

وقال الأخطل:

إن العداوة تلقاها وإن قدمت ... كالعر يكمن حيناً ثم ينتشرُ

وقال جميلٌ:

ولا يسمعن سري وسرك ثالثٌ ... ألا كل سرٍّ جاوز اثنين شائعُ

وقال آخر، وهو مسكينُ الدرامي:

وفتيان صدقٍ لستُ أطلعُ بعضهم2 ... على سر بعض غير أني جماعها

يظلون في الأرض الفضاء وسرهم ... إلى صخرة أعيا الرجال انصداعها

لكل امرىء شعبٌ من القلب فارغٌ ... وموضوعُ نجوى لا يرام اضطلاعها

وقال آخر:

سأكتمه سري وأحفظ سره ... ولا غرني أني عليه كريمُ

حليم فينسى أو جهول يضيعه ... وما الناس إلا جاهل وحليمٌ

وكان يقال: أصبر الناس من صبر على كتمان سره ولم يبدهِ لصديقه فيوشك أني صير عدواً فيذيعهُ.

وقال العتبي:

ولي صاحبٌ سري المكتومُ عنده ... مخاريق نيرانٍ بليلٍ تحرقُ3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015