الفرزدق يسمع الأحوص يغني بشعر جرير

وحدثت أن الفرزدق قدم المدينة فنزل على الأحوص بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، فقال له الأحوص: ألا أسمعك غناءً من غناءِ القرى? فأتاه بمغنٍّ فجعل يغنيه، فكان ما غناه:

أتنسى إذ تودعنا سليمى ... بفرغ بشامةٍ، سقي البشامُ! 1

ولو وجد الحمامُ كما وجدنا ... بسلمانين لاكتأب الحمامُ2

فقال الفرزدق: لمن هذا الشعر? فقالوا: لجريرٍ، ثم غناه:

اسرى لخالدةَ الخيالُ ولا أرى ... شيئاً ألذ من الخيالِ الطارقِ

إن البليةَ من تملُّ حديثَه ... فانقع فؤادكَ من حديثِ الوامِقِ3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015