وَالْمَسَاجِدُ وَكَثُرَ الْقَتْلُ فِي الشَّافِعِيَّةِ، فَالْتَجَأَ الْمُؤَيَّدُ إِلَى قَلْعَةِ فَرْخَكَ، وَقَصُرَ بَاعُ الشَّافِعِيَّةِ عَنِ الْقِتَالِ، ثُمَّ انْتَقَلَ الْمُؤَيَّدُ إِلَى قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى طُوسَ، وَبَطَلَتْ دُرُوسُ الشَّافِعِيَّةِ بِنَيْسَابُورَ، وَخَرِبَ الْبَلَدُ وَكَثُرَ الْقَتْلُ فِيهِ.

ذِكْرُ حَصْرِ صَاحِبِ خَتْلَانَ تِرْمِذَ وَعَوْدِهِ وَمَوْتِهِ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي رَجَبٍ سَارَ الْمَلِكُ أَبُو شُجَاعٍ فَرْخَشَاهْ وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْ أَوْلَادِ بَهْرَامْ جُورَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ أَيَّامَ كِسْرَى أَبَرْوِيزَ، إِلَى تِرْمِذَ وَحَصَرَهَا.

وَكَانَ سَبَبَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ فِي طَاعَةِ السُّلْطَانِ سَنْجَرَ. فَلَمَّا خَرَجَ عَلَيْهِ الْغُزُّ طَلَبَهُ لِيَحْضُرَ مَعَهُ حَرْبَهُ لَهُمْ، فَجَمَعَ عَسْكَرَهُ، وَأَظْهَرَ أَنَّهُ وَاصِلٌ (فَيَمَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْعَسَاكِرِ إِلَيْهِ) ، وَأَقَامَ يَنْتَظِرُ مَا يَكُونُ مِنْهُ، فَإِنْ ظَفِرَ حَضَرَ، وَقَالَ لَهُ: سَبَقْتَنِي بِالْحَرْبِ ; وَإِنْ كَانَ الظَّفَرُ لِلْغُزِّ قَالَ: إِنَّمَا تَأَخَّرْتُ مَحَبَّةَ وَإِرَادَةَ أَنْ تَمْلِكُوا ; فَلَمَّا انْهَزَمَ سَنْجَرُ، وَكَانَ مَا ذَكَرْنَاهُ، بَقِيَ إِلَى الْآنَ، فَسَارَ إِلَى تِرْمِذَ لِيَحْصُرَهَا، فَجَمَعَ صَاحِبُهَا فَيْرُوزَشَاهْ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ قَمَاجَ عَسْكَرَهُ، وَلَقِيَهُ لِيَمْنَعَهُ، فَاقْتَتَلُوا، فَانْهَزَمَ فَيْرُوزَشَاهْ، وَمَضَى مُنْهَزِمًا لَا يَلْوِي عَلَى شَيْءٍ، فَأَصَابَهُ فِي الطَّرِيقِ قُولَنْجُ فَمَاتَ مِنْهُ.

ذِكْرُ عَوْدِ الْمُؤَيَّدِ إِلَى نَيْسَابُورَ وَتَخْرِيبِ مَا بَقِيَ مِنْهَا

فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَادَ الْمُؤَيَّدُ أَيْ أَبَهْ إِلَى نَيْسَابُورَ فِي عَسَاكِرِهِ وَمَعَهُ الْإِمَامُ الْمُؤَيَّدُ الْمُوَفَّقِيُّ الشَّافِعِيُّ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُ الْفِتْنَةِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذُخْرِ الدِّينِ نَقِيبِ الْعَلَوِيِّينَ وَخُرُوجِهِ مِنْ نَيْسَابُورَ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْهَا صَارَ مَعَ الْمُؤَيَّدِ وَحَضَرَ مَعَهُ حِصَارَ نَيْسَابُورَ، وَتَحَصَّنَ النَّقِيبُ الْعَلَوِيُّ بِشَارِسْتَانَ وَاشْتَدَّ الْخَطْبُ، وَطَالَتِ الْحَرْبُ، وَسُفِكَتِ الدِّمَاءُ وَهُتِكَتِ الْأَسْتَارُ وَخَرَّبُوا مَا بَقِيَ مِنْ نَيْسَابُورَ مِنَ الدُّورِ وَغَيْرِهَا، وَبَالَغَ الشَّافِعِيَّةُ وَمَنْ مَعَهُمْ فِي الِانْتِقَامِ فَخَرَّبُوا الْمَدْرَسَةَ الصَّنْدَلِيَّةَ لِأَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ وَخَرَّبُوا غَيْرَهَا وَحَصَرُوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015