وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ أَبُو نُعَيْمِ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْحَدَّادُ الْأَصْبَهَانِيُّ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَهُوَ مِنْ أَعْيَانِ الْمُحَدِّثِينَ، سَافَرَ الْكَثِيرَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
وَفِيهَا سَارَ طُغْتِكِينُ، صَاحِبُ دِمَشْقَ، إِلَى حِمْصَ، فَهَجَمَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَنَهَبَهَا وَأَحْرَقَ كَثِيرًا مِنْهَا وَحَصَرَهَا، وَصَاحِبُهَا قُرْجَانُ بِالْقَلْعَةِ، فَاسْتَمَدَّ صَاحِبُهَا طُغَانُ أَرْسِلَانَ، فَسَارَ إِلَيْهِ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ، فَعَادَ طُغْتِكِينُ إِلَى دِمَشْقَ.
وَفِيهَا لَقِيَ أُسْطُولُ مِصْرَ أُسْطُولَ الْبَنَادِقَةِ مِنَ الْفِرِنْجِ، فَاقْتَتَلُوا، وَكَانَ الظَّفَرُ لِلْبَنَادِقَةِ، وَأُخِذَ مِنْ أُسْطُولِ مِصْرَ عِدَّةُ قِطَعٍ، وَعَادَ الْبَاقِي سَالِمًا.
وَفِيهَا سَارَ الْأَمِيرُ مَحْمُودُ بْنُ قُرَاجَةَ، صَاحِبُ حَمَاةَ، إِلَى حِصْنِ أَفَامِيَةَ فَهَجَمَ عَلَى الرَّبَضِ بَغْتَةً، فَأَصَابَهُ سَهْمٌ مِنَ الْقَلْعَةِ فِي يَدِهِ، فَاشْتَدَّ أَلَمُهُ، فَعَادَ إِلَى حَمَاةَ، وَقَلَعَ الزُّجَّ مِنْ يَدِهِ، ثُمَّ عُمِلَتْ عَلَيْهِ، فَمَاتَ مِنْهُ، وَاسْتَرَاحَ أَهْلُ عَمَلِهِ مِنْ ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ، فَلَمَّا سَمِعَ طُغْتِكِينُ، صَاحِبُ دِمَشْقَ، الْخَبَرَ سَيَّرَ إِلَى حَمَاةَ عَسْكَرًا، فَمَلَكَهَا وَصَارَتْ فِي جُمْلَةِ بِلَادِهِ، وَرَتَّبَ فِيهَا وَالِيًا وَعَسْكَرًا لِحِمَايَتِهَا.