وَجَمِيعِ الْأَعْمَالِ سِوَى أَنْطَاكِيَةَ، وَحَلَبَ، وَالْمَعَرَّةَ، أَرْبَعَ جُمَعٍ، ثُمَّ حَضَرَ عِنْدَهُ سُقْمَانُ بْنُ أُرْتُقَ، وَيَاغِي سِيَانَ، صَاحِبُ أَنْطَاكِيَةَ، فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ، وَاسْتَعْظَمَاهُ، فَأَعَادَ الْخُطْبَةَ الْعَبَّاسِيَّةَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَأَرْسَلَ إِلَى بَغْدَاذَ يَعْتَذِرُ مِمَّا كَانَ مِنْهُ.
وَسَارَ يَاغِي سِيَانَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ، فَلَمْ يُقِمْ بِهَا غَيْرَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ حَتَّى وَصَلَ الْفِرِنْجُ إِلَيْهَا وَحَصَرُوهَا، وَكَانَ مَا نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَتْ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ بِخُرَاسَانَ بَيْنَ أَهْلِ سَبْزَوَارَ وَأَهْلِ خُسْرُوجِرْدَ، وَقِتَالٌ عَظِيمٌ، فَقُتِلَ بَيْنَهُمْ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ، وَانْهَزَمَ أَهْلُ خُسْرُوجِرْدَ.
وَفِيهَا قُتِلَ عُثْمَانُ، وَكِيلُ دَارِ نِظَامِ الْمُلْكِ، وَكَانَ سَبَبُ قَتْلِهِ أَنَّهُ كَانَ كَاتَبَ صَاحِبَ غَزْنَةَ بِالْأَخْبَارِ مِنْ قِبَلِ السُّلْطَانِ، فَأُخِذَ وَحُبِسَ بِتِرْمِذَ مُدَّةً، ثُمَّ اطُّلِعَ عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي الْحَبْسِ، أَنَّهُ كَانَ يُكَاتِبُهُ أَيْضًا فَقُتِلَ.
وَفِي صَفَرٍ مِنْهَا قُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّمِيرِمِيُّ، وَزِيرُ أُمِّ السُّلْطَانِ بَرْكِيَارُقَ، قَتَلَهُ بَاطِنِيٌّ غِيلَةً، وَقُتِلَ الْبَاطِنِيُّ بَعْدَهُ.
وَفِيهَا فِي شَعْبَانَ، ظَهَرَ كَوْكَبٌ كَبِيرٌ لَهُ ذُؤَابَةٌ، وَأَقَامَ يَطْلُعُ عِشْرِينَ يَوْمًا، ثُمَّ غَابَ وَلَمْ يَظْهَرْ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ النَّقِيبُ الطَّاهِرُ أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ دَيِّنًا