وَكَانَ عَسْكَرُ أَرْسِلَانَ أَرْغُوَنَ قَدْ مَلَّكُوا بَعْدَ قَتْلِهِ ابْنًا لَهُ صَغِيرًا، عُمْرُهُ سَبْعُ سِنِينَ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِوُصُولِ السُّلْطَانِ أَبْعَدُوا إِلَى جِبَالِ طَخَارِسْتَانَ، وَأَرْسَلُوا يَطْلُبُونَ الْأَمَانَ، فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ، فَعَادُوا وَمَعَهُمُ ابْنُ أَرْسِلَانَ أَرْغُوَنَ، فَأَحْسَنَ السُّلْطَانُ لِقَاءَهُ، وَأَعْطَاهُ مَا كَانَ لِأَبِيهِ مِنَ الْإِقْطَاعِ أَيَّامَ مَلِكْشَاهْ، وَكَانَ وُصُولُهُ إِلَى السُّلْطَانِ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ، فَمَا انْقَضَى يَوْمُهُمْ حَتَّى فَارَقُوهُ، وَاتَّصَلَتْ كُلُّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ بِأَمِيرٍ تَخْدِمُهُ، وَبَقِيَ وَحْدَهُ مَعَ خَادِمٍ لِأَبِيهِ، فَأَخَذَتْهُ وَالِدَهُ السُّلْطَانِ بَرْكِيَارُقَ إِلَيْهَا، وَأَقَامَتْ لَهُ مَنْ يَتَوَلَّى خِدْمَتَهُ، وَتَرْبِيَتَهُ.

وَسَارَ بَرْكِيَارُقُ إِلَى تِرْمِذَ فَسُلِّمَتْ إِلَيْهِ، وَأَقَامَ عِنْدَ بَلْخَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ، وَأُرْسِلَ إِلَى مَا وَرَاءَ النَّهْرِ، فَأُقِيمَتْ لَهُ الْخُطْبَةُ بِسَمَرْقَنْدَ وَغَيْرِهَا، وَدَانَتْ لَهُ الْبِلَادُ.

ذِكْرُ خُرُوجِ أَمِيرِ أَمِيرَانَ بِخُرَاسَانَ مُخَالِفًا

فِي هَذِهِ السَّنَةِ لِمَا كَانَ السُّلْطَانُ بَرْكِيَارُقُ بِخُرَاسَانَ خَالَفَ عَلَيْهِ أَمِيرٌ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَيُعْرَفُ بِأَمِيرِ أَمِيرَانَ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ مَلِكْشَاهْ، (وَتَوَجَّهَ إِلَى بَلْخَ) ، وَاسْتَمَدَّ مِنْ صَاحِبِ غَزْنَةَ، فَأَمَدَّهُ بِجَيْشٍ كَثِيرٍ، وَفِيَلَةٍ، وَشَرَطَ عَلَيْهِ أَنْ يَخْطُبَ لَهُ فِي جَمِيعِ مَا يَفْتَحُهُ مِنْ خُرَاسَانَ، فَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُ، وَمَدَّ يَدَهُ فِي الْبِلَادِ، فَسَارَ إِلَيْهِ الْمَلِكُ سَنْجَرُ بْنُ مَلِكْشَاهْ جَرِيدَةُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِهِ أَمِيرُ أَمِيرَانَ، فَكَبَسَهُ، فَجَرَى بَيْنَهُمَا قِتَالُ سَاعَةٍ، ثُمَّ أُسِرَ، وَحُمِلَ إِلَى بَيْنَ يَدَيْ سَنْجَرَ، فَأَمَرَ بِهِ فَكُحِلَ.

ذِكْرُ عِصْيَانِ الْأَمِيرِ قُودَنَ وَيَارْقَطَاشَ عَلَى السُّلْطَانِ وَاسْتِعْمَالِ حَبَشِيٍّ عَلَى خُرَاسَانَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَصَى يَارْقَطَاشُ وَقُودَنُ عَلَى السُّلْطَانِ بَرْكِيَارُقَ.

وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْأَمِيرَ قُودَنَ كَانَ قَدْ صَارَ فِي جُمْلَةِ الْأَمِيرِ قَمَاجَ، فَتُوُفِّيَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015