بَعْضًا، وَفَارَقُوا الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ، فَوَرَدَ بَغْدَاذَ مِنْهُمْ خَلْقٌ كَثِيرٌ هَرَبًا مِنَ الْجُوعِ، وَوَرَدَ التُّجَّارُ، وَمَعَهُمْ ثِيَابُ صَاحِبِ مِصْرَ وَآلَاتِهِ، نُهِبَتْ مِنَ الْجُوعِ، وَكَانَ فِيهَا أَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ نُهِبَتْ مِنْ دَارِ الْخِلَافَةِ وَقْتَ الْقَبْضِ عَلَى الطَّائِعِ لِلَّهِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَمِمَّا نُهِبَ أَيْضًا فِي فِتْنَةِ الْبَسَاسِيرِيِّ وَخَرَجَ مِنْ خَزَائِنِهِمْ ثَمَانُونَ أَلْفَ قِطْعَةٍ بِلَّوْرٍ كِبَارٍ، وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ أَلْفَ قِطْعَةٍ مِنَ الدِّيبَاجِ الْقَدِيمِ، وَأَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ كُزَاغَنْدَ، وَعِشْرُونَ أَلْفَ سَيْفٍ مُحَلَّى.
وَقَالَ ابْنُ الْفَضْلِ يَمْدَحُ الْقَائِمَ بِأَمْرِ اللَّهِ، وَيَذْكُرُ الْحَالَ بِقَصِيدَةٍ فِيهَا:
قَدْ عَلِمَ الْمِصْرِيُّ أَنَّ جُنُودَهُ سِنُو ... يُوسُفَ مِنْهَا وَطَاعُونُ عَمَوَاسِ
أَقَامَتْ بِهِ حَتَّى اسْتَرَابَ بِنَفْسِهِ
،
وَأَوْجَسَ مِنْهُ خِيفَةً أَيَّ إِيجَاسِ
فِي أَبْيَاتٍ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو الْجَوَائِزِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ، كَانَ أَدِيبًا، شَاعِرًا، حَسَنَ الْقَوْلِ، فَمِنْ قَوْلِهِ:
وَاحَسْرَتِي مِنْ قَوْلِهَا
:
خَانَ عُهُودِي وَلَهَا