أَرْغُو بَعْدَ مَوْتِ السُّلْطَانِ مَلِكْشَاهْ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ، ثُمَّ عَمَّرَهُ مَجْدُ الْمُلْكِ الْبَلَاسَانِيُّ.
وَفِيهَا عُمِلَ مَحْضَرٌ بِبَغْدَاذَ يَتَضَمَّنُ الْقَدْحَ فِي نَسَبِ الْعَلَوِيِّينَ أَصْحَابِ مِصْرَ، وَأَنَّهُمْ كَاذِبُونَ فِي ادِّعَائِهِمُ النَّسَبَ إِلَى عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَعَزَوْهُمْ فِيهِ إِلَى الدَّيْصَانِيَّةِ مِنَ الْمَجُوسِ، وَالْقَدَّاحِيَّةِ مِنَ الْيَهُودِ، وَكُتِبَ فِيهِ الْعَلَوِيُّونَ وَالْعَبَّاسِيُّونَ وَالْفُقَهَاءُ وَالْقُضَاةُ وَالشُّهُودُ، وَعُمِلَ بِهِ عِدَّةُ نُسَخٍ، وَسُيِّرَ فِي الْبِلَادِ، وَشُيِّعَ بَيْنَ الْحَاضِرِ وَالْبَادِي.
وَفِيهَا شَهِدَ الشَّيْخُ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ السَّيِّدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الصَّبَّاغِ مُصَنِّفُ الشَّامِلِ - عِنْدَ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَاكُولَا.
وَفِيهَا حَدَثَتْ فِتْنَةٌ بَيْنَ السُّنَّةِ وَالشِّيعَةِ بِبَغْدَاذَ، وَامْتَنَعَ الضَّبْطُ، وَانْتَشَرَ الْعَيَّارُونَ وَتَسَلَّطُوا، وَجَبَوُا الْأَسْوَاقَ، وَأَخَذُوا مَا كَانَ يَأْخُذُهُ أَرْبَابُ الْأَعْمَالِ، وَكَانَ مُقَدَّمَهُمُ الطِّقْطِقِيُّ وَالزَّيْبَقُ، وَأَعَادَ الشِّيعَةُ الْأَذَانَ بِحَيِّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ، وَكَتَبُوا عَلَى مَسَاجِدِهِم ْ: مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ خَيْرُ الْبَشَرِ، وَجَرَى الْقِتَالُ بَيْنَهُمْ وَعَظُمَ الشَّر ُّ. وَفِيهَا زَوَّجَ نُورُ الدَّوْلَةِ دُبَيْسُ بْنُ مَزْيَدٍ ابْنَهُ بَهَاءَ الدَّوْلَةِ مَنْصُورًا بِابْنَةِ أَبِي الْبَرَكَاتِ بْنِ الْبَسَاسِيرِيِّ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ تُوُفِّيَ الْقَاضِي أَبُو جَعْفَرٍ السِّمْنَانِيُّ بِالْمَوْصِلِ، وَكَانَ