سَخْتُ كُمَانُ، وَانْصَرَفَ إِلَى حُلْوَانَ، وَعَادَ مِنْهَا إِلَى هَمَذَانَ، وَمَعَهُ بَدْرٌ وَمَالِكٌ ابْنَا مُهَلْهِلٍ، فَأَكْرَمَهُمَا.

ثُمَّ إِنَّ صَاحِبَ قَلْعَةِ سَرْمَاجَ تُوُفِّيَ، وَهُوَ مِنْ وَلَدِ بَدْرِ بْنِ حَسَنْوَيْهِ، وَسُلِّمَتِ الْقَلْعَةُ بَعْدَهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ يَنَّالَ، وَسَيَّرَ إِبْرَاهِيمُ يَنَّالُ وَزِيرَهُ إِلَى شَهْرَزُورَ، فَأَخَذَهَا وَمَلَكَهَا، فَهَرَبَ مِنْهُ مُهَلْهِلٌ، فَأَبْعَدَ فِي الْهَرَب ِ.

ثُمَّ نَزَلَ أَحْمَدُ عَلَى قَلْعَةِ تِيرَانْشَاهْ وَحَاصَرَهَا، وَنَقَبَ عَلَيْهَا عِدَّةَ نُقُوبٍ، ثُمَّ إِنَّ مُهَلْهِلًا رَاسَلَ أَهْلَ شَهْرَزُورَ يَعِدُهُمْ بِالْمَسِيرِ إِلَيْهِمْ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ، وَيَأْمُرُهُمْ بِالْوُثُوبِ بِمَنْ عِنْدَهُمْ مِنَ الْغُزِّ، فَفَعَلُوا وَقَتَلُوا مِنْهُمْ، وَسَمِعَ أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرٍ فَعَادَ إِلَيْهِمْ وَأَوْقَعَ بِهِمْ وَنَهَبَهُمْ، وَقَتَلَ كَثِيرًا مِنْهُمْ.

ثُمَّ إِنَّ الْغُزَّ الْمُقِيمِينَ بِالْبَنْدَنِيجَيْنِ وَمَنْ مَعَهُمْ سَارُوا إِلَى بَرَازِ الرُّوزِ، وَتَقَدَّمُوا إِلَى نَهْرِ السَّلِيلِ، فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَأَبُو دُلَفَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَاوَانِيُّ قِتَالًا شَدِيدًا ظَفِرَ فِيهِ أَبُو دُلَفَ، وَانْهَزَمَ الْغُزُّ وَأُخِذَ مَا مَعَهُمْ.

وَسَارَ فِي ذِي الْحِجَّةِ جَمْعٌ مِنَ الْغُزِّ إِلَى بَلَدِ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ الْكُرْدِيِّ، فَأَغَارُوا وَعَاثَوْا، فَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمَضِيقَ، وَأَوْقَعَ بِهِمْ وَقَتَلَ كَثِيرًا مِنْهُمْ، وَارْتَجَعَ مَا غَنِمُوهُ مِنْ بَلَدِهِ.

ذِكْرُ اسْتِيلَاءِ أَبِي كَالِيجَارَ عَلَى الْبَطِيحَةِ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ اشْتَدَّ الْحِصَارُ مِنْ عَسْكَرِ الْمَلِكِ أَبِي كَالِيجَارَ عَلَى أَبِي نَصْرِ بْنِ الْهَيْثَمِ صَاحِبِ الْبَطِيحَةِ، فَجَنَحَ إِلَى الصُّلْحِ، فَاشْتَطَّ عَلَيْهِ أَبُو الْغَنَائِمِ ابْنُ الْوَزِيرِ ذِي السَّعَادَاتِ، ثُمَّ اسْتَأْمَنَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي نَصْرٍ وَمَلَّاحِيهِ إِلَى أَبِي الْغَنَائِمِ، وَأَخْبَرُوهُ بِضَعْفِ أَبِي نَصْرٍ، وَعَزْمِهِ عَلَى الِانْتِقَالِ مِنْ مَكَانِهِ، فَحَفِظَ الطُّرُقَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا كَانَ خَامِسُ صَفَرٍ جَرَتْ وَقْعَةٌ كَبِيرَةٌ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ، وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ، فَظَفِرَ أَبُو الْغَنَائِمِ، وَقُتِلَ مِنَ الْبَطَائِحِيِّينَ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ، وَغَرِقَ مِنْهُمْ سُفُنٌ كَثِيرَةٌ، وَتَفَرَّقُوا فِي الْآجَامِ، وَمَضَى ابْنُ الْهَيْثَمِ نَاجِيًا بِنَفْسِهِ فِي زَبْزَبٍ، وَمُلِكَتْ دَارُهُ وَنُهِبَ مَا فِيهَا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015