فَاقْتَتَلُوا، وَعَادُوا لِيَخْرُجُوا مِنَ الْمَضِيقِ فَتَقَطَّرَتْ بِهِمْ خَيْلُهُمْ، فَسَقَطُوا عَنْهَا وَرَمَاهُمُ الْأَكْرَادُ الَّذِينَ عَلَى الْجَبَلِ، فَوَهَنُوا، وَأُسِرَ سَعْدِي وَأَبُو الْفَتْحِ بْنُ وَرَّامٍ وَغَيْرُهُمَا مِنَ الرُّءُوسِ، وَتَفَرَّقَ الْغُزُّ وَالْأَكْرَادُ مِنْ تِلْكَ النَّوَاحِي، بَعْدَ أَنْ كَانُوا قَدْ تَوَطَّنُوهَا وَمَلَكُوهَا.
ذِكْرُ حِصَارِ طُغْرُلْبَك أَصْبَهَانَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ حَصَرَ طُغْرُلْبَك مَدِينَةَ أَصْبَهَانَ، وَبِهَا صَاحِبُهَا أَبُو مَنْصُورٍ فِرَامَرْزُ بْنُ عَلَاءِ الدَّوْلَةِ، فَضَيَّقَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَظْفَرْ مِنَ الْبَلَدِ بِطَائِلٍ، ثُمَّ اصْطَلَحُوا عَلَى مَالٍ يَحْمِلُهُ فِرَامَرْزُ بْنُ عَلَاءِ الدَّوْلَةِ لِطُغْرُلْبَك، وَخُطِبَ لَهُ بِأَصْبَهَانَ وَأَعْمَالِهَا.
ذِكْرُ عِدَّةِا حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ خَرَجَ مِنَ التَّرْكِ مِنْ بَلَدِ التُّبَّتِ خَلْقٌ لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً، فَرَاسَلُوا أَرْسِلَانَ خَانْ صَاحِبَ بَلَاسَاغُونَ، يَشْكُرُونَهُ عَلَى حُسْنِ سِيرَتِهِ فِي رَعِيَّتِهِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ تَعَرُّضٌ إِلَى مَمْلَكَتِهِ، وَلَكِنَّهُمْ أَقَامُوا بِهَا، وَرَاسَلَهُمْ وَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَلَمْ يُجِيبُوا، وَلَمْ يَنْفِرُوا مِنْه ُ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو الْحَسَنِ الْخَيْشِيُّ النَّحْوِيُّ (فِي ذِي الْحِجَّةِ) وَلَهُ نَيِّفٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً.